2- حدائق بابل المعلقة:بابل أو بابيليون كما أطلق عليها قديماًهي مدينة عراقية
قديمة،إتخذها البابيليون الذين حكموا العراق منذ 1792 قبل الميلاد
عاصمة لهم، شهدت البلاد خلا فترة حكمهم التي تعاقبت على
مدى ثلاث قرون متتالية ، أوج عظمتها وازدهارها في جميع
المجالات ، حيث حرص جميع ملوكهاوالذين البلغ عددهم 11ملكاً
على الإهتمام ببناء المدينة بشكل مميز ، فأحاطوها بالأسوار
العالية التي تضم المعابد والمباني الفخمة ، مثل مبنى (إزاجيلا) ،
وبوابة عشتار التي تعد الأثر الوحيد الوحيد الباقي من تلك المدينة ا
لعتيقة.هذا بإضافة للحدائق المعلقة التي كان إحدى العجائب ا
لفنية البديعة،التي لم تجد تنقيب علماء آثار وحفريات أي أثر لها.
تم بناء تلك الحدائق عام 600 قبل الميلاد في عهد أحد الحكام
البابيلين وكان يدعى (نبوخذ نصر) إكراماً لزوجته الملكة
(سميراميس) إبنة أمير (ميديا)،وهي دولة قديمة كانت تقع فوق
جبال كردستان،عندما أحس بشوقها للحدائق الخضراء في وطنها ،
فقرر تحدي الطبيعة بإنبات واحة نباتية وسط تلك الصحراء القاحلة.
تم تنفيد تلك الحدائق على مسطحات من مستويات مختلفة
،اتخذت شكلاً هرمياً ، فظهرت وكأنها معلقة،كما تم استخدام نوع
نفيس ونادر من الرخام والحجر ، لبناء المسطحات التي نبت فوقها ا
لنبات،بلغ ارتفاهها أكثر من 92 متراً،كما شيدت في أعلى سطحها
خزانات مياه ضخمة لري الأزهار والأشجار المزروعة ، التي تم
جمع شلالاتها من جميع بقع الأرض ، حيث إشتملت على جميع
أنواع الخضروات ، والفواكه،والزهور ، والأشجار ، لهذا كانت تثمر
طوال العام لوفرة النباتات ، والفواكه الشتوية والصيفية
على مدار السنة.
أهم عجائبها تلك الحدائق نظام الري،الذي كان يعتمد على رفع
المياه من نهري الدجلة والفرات،إلى أعلى جزء بالحديقة ، ومنها
ينساب من المستوى الأعلى إلى الأسفل الذي يليه
، وهكذا .